رواية #قضية ملجأ الأيتام – الفصل العاشر

tumblr_m43hb0KTdD1qe9m38o1_500

-ذروة المشاعر “الرضا”-

وقف كريس متمايلاً ، فإذ بأضواء الغرفة اشتعلت (تقنية الاستشعار) ، كان الضوء قوياً جداً على بؤبؤ عينه الناعس ، وتفتح تدريجياً ، لم يكن ما رآه مرعباً ، إنها غرفة فندقية راقية ليس إلا ، توجه الى المرآة لفحص وجهه ، بدا كشرير مرسوم بألوان مائية ، أحمر داكن ، وبياض عينيه اللا طبيعي ، رأى مصدر الألم ، لكن رؤية الجرح لا تعني تصديقه فوراً، فضّل كريس الاعتقاد أن المخدر الذي ارغم على شربه تسبب بهلوسة.

أغمض عينيه وأخذ نفساً عميقاً مرات عدة متتالبة ، حاول أن يحذف من عقله الصورة التي رآها في المرآة ، وأمل ي أن لا يرى الشيء نفسه ما إن يفتح عينيه ، لكن لم يتغير أي شيء ، عبر جبينه تحت مقدمه شعره ، رأى ثلاثة صنانير معقوفة ثقبت لحمه ، برز طرف وشوكة كل صنارة من تحت الجلد ، برز الساق أيضاً ، أما القسم المنحني من كل صنارة فبقي تحت الجلد الرقيق لحاجبه .

ارتجف ونظر بعيداً عن المرآة ، هناك أيام وليال موحشة تساءل فيها كريس عن ماهية التعذيب الحقيقي؟ آخر شطر له ؟ ، كان يتحدث مع كي بعض الاحيان عن الجرائم والمجرمين ، تذكر ما قاله كي مقتبساً حديثه من أحد الكتب “القاتل المريض يعتبر القتل كرياضة ، لكنه قد يتمادى ويخرج الاطار عن الصورة ، فبالنسبة الى القاتل فإن الجرائم هي شيء أهم من القتل ، لكنها ليست شكلاً من اشكال الشطرنج أو لعبة الورق!” ، اطلق كريس نفساً ضاحكاً وابتسم ، مايفكر فيه ينطبق على حاله تماماً ، فإذا كانت(لعبة) هي كلمة غير صحيحة البتة ، فإنه سيحتاج إلى إعادة النظر وايجاد الكلمة الصحيحة ، وإلى أن يعرف الكلمة الصحيحة التي تصف الخراب الذي سيبقي اثراً في وجهه لا محالة ، سيتطلب ذلك منه عمراً طويلاً هذا ان لم يمت .

بمنديل ورقي مسح بقية الدم عن وجهه برفق، ذلك الدم المتجمد عند حاجبيه ، مسحه عن جبينه واجزاء وصلت الى رقبته . رؤية صنانير الصيد بارزاً شوكها من تحت الجلد هو تعذيب نفسي بذاته ، تحتاج جروحه الى الاهتمام الآن ، وثق في ذاته أن المقصد من هذا الجرح ارساله الى الطبيب ، وما إن يصل الى هناك فإن الطبيب سيطلب منه تفسيراً واضحاً لهذه الصنانير ، فالأمر برمته غير منطقي خصوصًا وأن الوقت متأخر جدًا ، ويمكن لأي مما يخرج من فمه أن يعقّد وضعه ، فلو قال حقيقة أنهم يشكون بجريمة قتل او عملية اغتيال وسرقة وتلاعب منذ ست سنوات أو قال أنهم مراقبون سيربط نفسه بما سُرق من الحديقة أو ما حل بالحرّاس وقد يفتح ملف قضية جديدة لما حدث قبل ست سنوات في الملجأ وماحلّ بالسيدة وبكل تأكيد سيأتي ذكر جاكي ، وبما أنهم لا يملكون ادلة محسوسة و لا يعلمون كل تفاصيل حدث ليلة أمس سيتطلب منه دليلاً يدل على تبريئه من التهم التي لا يعلم بشأنها ، لكن لو كانت المخططات في حوزته لكان ذلك في صالحه ، تساءل عن عدد الحراس الذين هوجموا ، “لعلهم قتلوا أو خطِِف واحد منهم على الأقل ، يجب أن نتصرف وكأن شيئاً لم يكن” ، أوقن كريس بهذا .

هو أيضاً لم يرَ وجه هنري البتة ، وان كان هناك تحالف معه وتعاطف بما أنه هوجم ؛ مع أن الشرطة ستضع في عين الاعتبار تلك الصنانير ، إذ سيتطلب منها ان تتساءل ما إن كان هذا شكلاً من اشكال التعذيب الذاتي ، فالجرح الذاتي هو خطة يستخدمها المجرمون احياناً ، بالإضافة لذلك فإن كريس قد دارت عادته على أن يصطاد السمك في اليومين الأخيرين وإن الصنانير التي يستخدمها مشابهة تقريباً لهذه الصنانير التي تمتص دمه الآن .

لم تكن لدى كريس تلك الجرأة الكافية للذهاب الى الطبيب ، قال في نفسه: “علي أن أكون طبيباً لنفسي” ، أدرك كريس أن هذا كله مجرد تنبهات وابتزاز للاشارة لعدم التدخل والنبش في الماضي ، الأمر سيزداد لكن لا بأس بذلك ، سنحتاط أكثر فأكثر فقط ، هم لن يقتلونا لأن لدينا ما لا يملكونه، هذا ما تأكد منه كريس فقط.

رأى على المنضدة الصغيرة ورقة خدمات الفندق (سوبرماركت ، مغسلة ملابس ، صيدلية …الى آخره) اتصل ب 1104 الرقم المردف بجانب الصيدلية واستعمل الهاتف الموجود بجانب السرير وطلب مسكناً للألم وفارط شهية وعلبة من حبوب الكافيين ، وثوانٍ واذ بباب الغرفة يطرق ، أسرع خلف الباب ومد النقود التي وجدها على المنضدة ، أدرك أنها رشوة فوراً ، انهم قتلة أبقوا على حياته ليجد المخطوطات ذلك هو السبب بلا شك ، تسلّم من الموظف كيس الأدوية وأعاد سلسلة قفل الباب ، اخرج المسكن وقد أشارت اللصيقة الى أنه يجب تناول الدواء مع الطعام ، لم يتناول كريس العشاء وليست لديه أي شهية رغم أنه لم ينم سوى ساعتين على الأكثر إلا أنه شعر وكأن تلك الساعتين يومين ، رأسه ثقيل أكثر بثلاث مرات ، على الرغم من أن لا شهية له الا انه تناول فاتح الشهية وهو يعلم ان مفعوله لن يبدأ فوراً لكنه يحتاج إلى المسكن وفعاليته ، توجه إلى الثلاجة وتوقع أن يجد طعاماً أو حلوى ، وجد طبق باستا بصلصة بيضاء ثقيلة ، باردة ، ووضعها على الطاولة ، سيسخنها على الأرجح .

بالرغم من ان الجروح في حاجبه مقفلة بالدم المتخثر ولا يوجد نزيف ، استمر الألم بقوة مما زاد من ضعف التركيز والتفكير ، قرر أن لا يضيع الدقائق المتطلبة لتسخين الباستا وأن يتناولها باردة ، فتح علبة المسكن وأخرج قرصاً من العلبة ووضعه على الباستا في شوكته ودسها في فمه ، بينما ابتلعها بقوة محاولاً هضمها ، سيصيبه عسر هضم لا اكثر .كان الطبق نصف ممتلئ بالباستا ، بالرغم من أنه لم يملك الشهية تناول كل شيء ، استبدل شوكته بالملعقة لتسهّل الأكل، ملأ الملعقة ودسها بقوّة في فمه ومضغ بقوة ، وأكل كما لو أن الأكل وُجد ليشبع الغضب كما يشبع الجوع .

في النهاية تضاءل ألم جبينه تدريجياً ، بحث في الادراج في الخزانة ووجد عدّة صيد مشابهة لما لديه ، لا عجب فالنافذة تطل على البحر ، أخرج كماشة صغيرة لها حافّة تستطيع قطع الأسلاك ، توجّه للحمّام وتأمل وجهه في المرآة ، لقد جف قناع الدم ! ، بدا كأحد مصاصي الدماء الذين ماتوا منذ أزل وعادوا للحياة من جديد في الجحيم..  لقد غرزت فيه الصنانير الثلاثة بعنياة ، إنه مراعىً جداً إذ حاولوا احداث اقل ضرر ممكن ، عاوده تفكيره عن الشرطة ، لاشك أن هذا الورم في جبينه هو أقوى دليل لأن تؤكد أن هذه الجروح هي ذاتية الصنع .

برز طرف الصنارة وشوكها في طرف ، وفي الطرف الاخر عروة للطعم ، ان شدها أو شد الشوكة عبر الفتحة في اللحم ستؤدي إلى تمزق اللحم أكثر فأكثر ، قرر استعمال الكماشة ليفصل العروة عن الصنارة ،واستخرج ساق الصنارة ، تلتها باقي الصنانير الثلاث ، شعر برغبة في الاستحمام ، ضغط زر الماء الساخن جداً وحاول ان يتحمل .

بعد الحمام ، استطاع تطهير جروحه بمسحة طبية بعد رشة عطر ممزوجة ببعض النبيذ ، ادار رأسه اتجاه الساعة الموضوعة جانب السرير مشيرة إلى الرابعة وثلاث واربعين دقيقة ، القى بجسده في السرير ودس وجهه في الوسادة ، فيما أغمض جفناه لوحدهما بفعل ثقلهما ، رأى فيكتوريا وهي تبتعد وتصرخ ثم عاد إلى ذكرى سونغ كيان .

 

******

 

 نبشت بين أدراج المكتب حتى وجدت واحداً مع مبراة أقلام، أخذت تبرد القلم وتأخذ برادته حتى اصبحت كالدقيق الأسود ، جمعته بيدها ونفخت باتجاه الارقام الخاصة بالخزنة ، وفعلاً ظهرت لها الأرقام 1796 ضغطتها بعشوائية ، لم تفتح في المرة الأولى ، لكنها في المرة الثانية فتحت ، ووجدت ما أرادت. انهمكت في القراءة والتدقيق في الصورتين المطبوع خلفهما عبارة “سونغ كيان الجميلة وامي لي هيوري الجميلة” بخط طفولي ، تشبه فيكتوريا كثيراً ، قرأت شهادة وفاة وشاهدت صوراً لطالما كانت تنفر من رؤيتها على عكس هذه المرة ، حيث تقمصت شخصية المتحري بحذافيرها ، هناك استجمعت شجاعتها ورأت كل شيء ، أصبحت ترى الدنيا واضحة أمامها ، حان وقت تسليم المخطوطات! هذا مؤكد لا محالة ! .

أغمضت عينيها لترتب الأحداث :

لي هيوري تلك السيدة صاحبة ذلك الملجأ والبقالة الصغيرة التي احترقت فيها ابنتها ، التي ذيع أنها قد ماتت حقاً ولكنها في الواقع لم تمت فعلياً ، انها جثة أخرى ، جثة قديمة أو حديثة ! لعلها لاحدى المشردين الذين لا يملكون أحداً يبحث عنهم ويشيع جنازتهم ، قتلوها وحرقوها كاملة بلباس سونغ كيان المدرسي ، بالطبع لم ينبع ذاك عن فراغ ، فالسيدة لي هيوري لطالما كانت على علاقة وطيدة بأبي لذا انعكس ذلك ترحيباً حاراً بهنري ، كان والدي قد احبها منذ زمن لكنه تفاجأ باعلانها له بأمر خطوبتها من الشخص الذي لطالما أحبته –كما كانت تصر- “جانغ مين سوك” أحد أكبر البحارة الذي قد توفي منذ سنوات ، بعد فقدان له في سفينة انفجرت ، كانت الصحافة مؤكدة موته ، فسر العملية لهذه المجزرة أصلاً سببه هو ذاته ، وللأسف لم يمت! عثر عليه أطراف مهملون من العصابة وضموه اليهم كذباً وقتلوه في نفس وفاة جاكي التي قتلوها هم أيضاً ، كل ذلك بسبب المخطوطات التي كانت بحوزة السيدة لي هيوري حاوية لجميع جرائمهم وتلاعبهم.

انهم يخططون نسبياً إلى الحاق الأذى بهنري وصديق له اختفى منذ خمس أعوام ثم ظهر ، في النهاية جميع تلك المخطوطات فك شيفرتها موجود في سجلات البريد ، توقفت للحظة وفتحت مظروفاً أغلق بإحكام ، وجدت سيرة ذاتية يعلوها يساراً صورة لشخص باسم “كيم كيبوم” ، قرأت بإيجاز ، لم تشأ أن تضيع الوقت ، فهي لاتعلم متى قد يصل أخاها ، هناك حلقة مهمة بيد هذا الشخص تخص المخطوطات ، كما ان الشخص الغامض –كريس- سيمتلك بعض السير الذاتية عن أفراد يشكلون خطراً على كوريا الجنوبية كاملة ، يريدون ابادتها فعلياً فقط .

قُطع حبل أفكارها، شعرت بدوار قوي ، استجمعت قواها وذهبت لغرفتها ، تلك عادتها للتخلص من القلق ! ، النوم .

 

*****

 

  اراد هنري أن يصغي إلى الصوت ، أن يذكر النبرة واللكنة التي لطالما سمع حديث كيبوم معها ، شعر بانقباض عضلة قلبه قليلاً ، كان الصوت ببحة غريبة ، خشناً لدرجة أن الشمع تجمع في أذنه ، مع نبرة سؤال متكررة :

“هل أنت مستعد للحاق به؟ “

بعد التكرار اكتشف هنري انه لن يكون قادراً على الاجابة ، مجرد تذكر ما حل بكيبوم من تعذيب من الطرفين لم يكن جفنه قادراً على الاطباق . بالرغم من أن رؤية هنري كانت مشوشة ، استطاع رؤية يدا الرجل المغلفتين بقفاز من الجلد الطري ، حاملاً مسدساً من الطراز المتطور.

قال هنري صارخاً ” لا! ” .

استلقى على ظهره، بحيث كان نصفه على السجادة القديمة تضج منها رائحة الغبار ونصفه الآخر على الأرضية الخشبية ، وذراعه اليمنى فوق صدره ، فيما ذراعه اليسرى الى جانبه . اختفى اخيراً ارتجاج رؤيته ، ولاحظ هنري أن المسدس لو كان معه لن يشكل أي حمايةٍ له ، لأنه ببساطة من الأسلحة المحمولة المحدودة الاستعمال .

كانت يده اليسرى على الأرض وراحتها الى أعلى ، فقام الرجل ذو الصوت الخشن بتثبيتها على الأرضية الخشبية بواسطة مسمار.. الألم والخوف عكر مزاجه ومنطقه ، وتشوّش عقله كذلك، ثقب اللحم بواسطة مسمار أدى بهنري إلى اطلاق صرخة قوية ، أدت موجة كبيرة من الرعب إلى ابطاء أفكاره فيما أدرك أنه مسمر بالأرض ، عاجز عن الحركة أمام القاتل كما رغب بتسميته.

يمكن التحمل للألم فقط في حال قبوله والرغبة في التغلب عليه ، أما عند انكاره والخوف منه ، يزداد في الادراك ان لم يكن حقيقة !، وأفضل استجابة للرعب هي الغضب الحاذق ، والثقة في العدالة النهائية ، ورفض الخضوع والاستسلام ، إلا أن هذه الأفكار لم تكن لتخطر الآن وفق التسلسل الصحيح في عقله ، إنها حقائق محفوظه في عقله الباطن ، في عقله اللا واعي ، استناداً إلى تجربة قاسية ، وهو يعمل وفقها كما لو أنها غرائز ولدت فيه باللحم والدم .

عندما سقط كان مسدس القاتل قد وقع على الارض ، ربما تركه القاتل في حوزته قد يكون السلاح في متناول يده ، برم هنري رأسه في محاولة للبحث عن حل لأزمة يده التي لم تنزف أصلاً بسبب المسمار الذي اغلق بأرضية خشبية مملوءة بالبيكتيريا والأوساخ والأتربة ، تحسس الأرض قرب جانبه الأيمن بواسطة يده الطليقة ، عاد القاتل لوهلة ورمى شيئاً في وجه هنري!! ، أغمض عينيه بقوة متوقعاً ألماً ما ، لكنها لم تكن سوى ورقة صغيرة ، لن يستطيع رؤيتها فهز رأسه لابعاد الورقة عن وجهه ، انقلبت الورقة على صدره ، ظن أن القاتل سيسحبها فجأة ! لكن ظنه خاب .

حاملاً مسدسه الذي القاه ، توجه القاتل نحو الخارج ، مسمار واحد مثبت جيداً ، انتهى عمله هنا ، عالج عقل هنري بسرعة شكل القاتل للحصول على صورة نسبية له تحفظ في ذاكرته ، الطول والوزن ؟ عريض الكتفين أم لا؟ عريض الوركين أم لا؟ أي شيء مميز في طريقة المشي ، رشيقة أم لا؟

الألم والخوف وارتجاج الرؤية ، حالت كلها دون القدرة على انشاء هنري صورة لبنية الرجل خلال الثواني القليلة التي رأته فيها زاوية رؤيته القصوى عندما كان القاتل عند قدميه ، عاد هنري الى يده يجب عليه معرفة مدى احكام تثبيت المسمار ، نفر عقله من تحريك يده ، كان الألم مستمراً وإنما مقبول ، سيئاً بشكل مريع مثلما تخيل ، إلا أن محاولة تحريك اليد أو ارخاء المسمار ستكون مثل مضغ حلوى التوفي بسن متسوسة .

لم ينفر فقط من تحريك يده وانما نفر كذلك من النظر إليها ، بالرغم من ادراكه أن الصورة المرسومة في عقله ستكون أسوأ بكثير من الحقيقة ، انكمشت معدته فيما برم رأسه ، وركز نظره على جرحه ، هناك خيط ينساب على يده ، خيط من الدم انه أشد فظاعة من آخر فكاهة سمعها هنري ، توقع أن يكون النزف أسوأ بكثير من هذا ، لقد أوقف المسمار تدفق الدم ، قرر اخراجه ….

حبس هنري انفاسه وأصغى ، لا ضجيج حوله ، يبدو أن القاتل ذهب ، لايريد هنري أن يجعل القاتل يسمعه وهو يصرخ مجدداً ، لا يريد لذلك أن يقمعه في مزيد من الرضا .

المسمار؟ لم يتم تسطيح أعلاه ، تفصل مسافة 2 سنتيميتر بين أعلى المسمار وراحة يده ، ليست له طريقة لمعرفة طول المسمار كاملاً ، يمكن أن يكون طوله خمسة سنتيمتر أو اكثر ، لكن لو كان طوله أكثر يمكن أن يكون قد اخترق عارضة الأرضية الصلبة تحت الأرضية الخشبية ، وارخاءه سيكون مزعجاً حتماً ، حاول طي يده اليسرى ليختبر مدى مرونتها، أحس بصرخة ألم كبيرة تخرج منه لم يستطع كبحها داخله بالكامل ، لم تصدر أي ضحكة حوله مما يعني أن القاتل قد ذهب حقاً .

استدار بعناية لجانبه الايمن لمواجهة يده المثقوبة ، امسك بالطرف العلوي للمسمار بسبابة وابهام يده اليمنى الطليقة ، حاول تحريك المسمار يميناً وشمالاً على أمل انكشاف بعض الحركة فيه ، لكن المسمار كان منغرزاً تماماً ، حرك المسمار بقوة أكبر ، حاول تجميد الألم داخله ، سحقه بين أسنانه لدرجة أن اضراسه اصطكت بين فكيه ، إلا ان المسمار لم يتحرك من الخشب وظن أنه سيفقد أسنانه قبل أن يُقتلع هذا المسمار ، لكن المسمار ارتخى قليلاً ليس كثيراً جداً ولكن قليل من القليل فقط ، تحرك أيضاً في لحم يده ، كان الألم مثل البرق المتسلسل متوهجاً داخله ، شعر أن الجزء المستقيم من المسمار بجانب عظم ، فكر في نفسه ” ان كسر المسمار عظماً سيحتاج الى مراجعة طبية ، مما يستدعي علم والده بذلك ولن ينفك آنذاك من أسئلته التي لا مفر منها “، حرك هنري المسمار بحذر وازداد الألم بداخله .

أصبح المسمار رخواً ، وفي لحظة غضب وانتصار رماه هنري بعيداً عنه ، سيتوجب عليه البحث عنه بمجرد وقوفه ، فدمه قد التصق على المسمار ، تحول الألم القاطع الى جمرات نابضة ، اعتقد أنه يستطيع الوقوف على قدميه ،ولمجرد وقوفه كانت يده اليسرى قد نزفت من الفتحتين (العليا والسفلى) في النهاية هدأت نفسه ووضع يده اليمنى تحت اليد اليسرى تفادياً لسقوط الدم على الأرضية .

خرج مسرعاً وجد شاحنة قد أُدير محركها ، اسرع نحوها واتجهت قدمه نحو دواسة البنزين نحو المنزل ، حيث الأمان التام . ركن السيارة في شارع سكني هادئ على مسافة شارعين من منزله ، ومشى دون استعجال ، كان معتاداً على التجول في مثل هذا الوقت من الليل .

وصل أخيراً الى البوابة ، تراجع نحو الحديقة الخلفية وتمكن من فتح الفتحة التي صنعها قديماً ، وطار بسرعة إلى غرفته ، تحديداً نحو حمام غرفته ، فتح صنبور الماء البارد ووضع يده اليسرى تحت الماء المتدفق إلى أن أصبح شبه متخدراً نتيجة الماء البارد ، اخرج من جيبه الورقة ، لقد نسيها تماماً ، كان الطلب واضحاً كبزوغ الشمس وقت الظهيرة “أخرج المخطوطات من خزنة السيدة ، سنستردها أو سيلحق الأذى بأي انثى حولك ، منذ الصغر أو حتى بعد تبنيك ” ، خطر بباله فوراً أنين أمبر ، وصوتها ، تذكر أنها بالمستشفى ! ، اطمئن للحظة أن كي معها ، و لونا… هل يعقل انها المقصودة كذلك بهذا التهديد ، انتابه خوف للفتاتين ، عليه أن يراجع هذه الرسالة مع كريس بأسرع وقت ليستطيعوا اخذ المخطوطات الشخصية مبدئياً ، بدون أي مقدمات تذكر الصوت الذي سمعه مراراً عند كيبوم ، أصبت جسمه القشعريرة ، اراد العودة فوراً الى فراشه ، يرغب في النوم ، هذه الليلة تعادل عشر ليال ولا يدري أتمر على خير بما أن الشمس أشرقت أم لا .

-نهاية الفصل العاشر-

اخ احس الفصل دا يعور القلب 💘

عمومًا انتظر تعليقكم؟ تراكم تدعموني وتشجعوني فيها😢

                                                     كانت معكم بومبام / سام .

للتواصل :
twitter : @Dropsxm
ask : semof
kik : Dropsxm

 

8 تعليقات على “رواية #قضية ملجأ الأيتام – الفصل العاشر

  1. آوه يا أني غبية : ( ؟
    جالسة أقرأ هالفصل .. وأقول آوه ليش مو فاهمة شيء ؟ .. ><
    أخرتها مخبطة بينها وبين رواية جريمة بعد منتصف الليل .. :$
    بس خيرة هالتخبيطة .. حسيتها رواية فخمه .. لذآ بقرأها من البداية ♥:

  2. قلبي وانا اقرا تقططع😭😭💔💔انكمش كل شئ صار له ااخ قلبي😭😭😭💔.
    اتقطع على كريس ولا على هنري😭💔.
    كريس لما دخل شقته كانه سكران وحالته حاله والصنارات اللي في وجهه …ماقدر اعبر💔💔.اح
    ولا ماراح يروح المستشفى علشان ما يسألون فيه😭💔.
    واهو يشيلهم قلبي انشال معاهم ااخ قلبي حسيت بوجعك حسيت😭💔.
    فكتوريا عرفت تربط الادله مع بعضها*تصفق لها*👏.
    عجبتني طريقتها لطرد التوتر(*¯︶¯*)👏💘.
    سليبينغ واااه💗.
    هنري والشررير اللي يمه💔💔
    والمسماراللي شلع يدي💔💔💔💔.
    لما راح القاتل ورجع ولاح شئ على هنري انا حسبته بيلوح كرسي بس طلعت ورقه(*¯︶¯*)💔اصلا تفكيري الاجرامي رايح فيها💔.
    وهو يحاول يحرك يده شعور الالم وكميته ماتنوصف ابداا ابداا💔💔.
    ما اقول غير ااح 💔💔.
    الرؤية حقته كانت مغبشة ويده اليسرى فيها مسمار ومليوح في فرشة مغبره💔💔ما اقول الله قلبي عليك ياهنري💔.
    لما كان يحاول انه يشيل المسمار والمسمارمو راضي يتزحزح💔💔💔ولا يحاول انه يشيله بلا مايكسر العظام وتجيه اسئلة من حيث لا يعلم💔💔💔.
    لما شاله حسيت بالنصر مع ان فرحتي ماكتملت لان دمه قام يخر من الجهتين😂💔*اسفه*.
    الورقه طلعت حق امبر💔💔ياخوفتي كي يلهي عنها ويجون لامبر ويسون لها مثل اللي سوو لهنري💔💔.
    الفصل يقططع😭💔💔.
    فايتينغ👏👏👏👏💘

  3. قلبي وانا اقرا تقططع😭😭💔💔انكمش كل شئ صار له ااخ قلبي😭😭😭💔.
    اتقطع على كريس ولا على هنري😭💔.
    كريس لما دخل شقته كانه سكران وحالته حاله والصنارات اللي في وجهه …ماقدر اعبر💔💔.اح
    ولا ماراح يروح المستشفى علشان ما يسألون فيه😭💔.
    واهو يشيلهم قلبي انشال معاهم ااخ قلبي حسيت بوجعك حسيت😭💔.
    فكتوريا عرفت تربط الادله مع بعضها*تصفق لها*👏.
    عجبتني طريقتها لطرد التوتر(*¯︶¯*)👏💘.
    سليبينغ واااه💗.
    هنري والشررير اللي يمه💔💔
    والمسماراللي شلع يدي💔💔💔💔.
    لما راح القاتل ورجع ولاح شئ على هنري انا حسبته بيلوح كرسي بس طلعت ورقه(*¯︶¯*)💔اصلا تفكيري الاجرامي رايح فيها💔.
    وهو يحاول يحرك يده شعور الالم وكميته ماتنوصف ابداا ابداا💔💔.
    ما اقول غير ااح 💔💔.
    الرؤية حقته كانت مغبشة ويده اليسرى فيها مسمار ومليوح في فرشة مغبره💔💔ما اقول الله قلبي عليك ياهنري💔.
    لما كان يحاول انه يشيل المسمار والمسمارمو راضي يتزحزح💔💔💔ولا يحاول انه يشيله بلا مايكسر العظام وتجيه اسئلة من حيث لا يعلم💔💔💔.
    لما شاله حسيت بالنصر مع ان فرحتي ماكتملت لان دمه قام يخر من الجهتين😂💔*اسفه*.
    الورقه طلعت حق امبر💔💔ياخوفتي كي يلهي عنها ويجون لامبر ويسون لها مثل اللي سوو لهنري💔💔.
    الفصل يقططع😭💔💔.
    فايتينغ👏👏👏👏💘

  4. -اخ احس الفصل دا يعور القلب 💘- يعوّر القلب ويخمخشه ويقطعه االى اشلاء ):
    كريس وهنري وما ادراك ما كريس وهنري ): كريس يا الله التعذيب اللي تلقاه مره يفجّع ): قلبي عصرني جد ):
    حبيت البارت كثير ، قدرنا نفهم قصة المخططات اللي يلاحقونها العصابة (: كل التعذيب ذا عشان مخططات- ، كل ذلك بسبب المخطوطات التي كانت بحوزة السيدة لي هيوري حاوية لجميع جرائمهم وتلاعبهم.- …
    -بدون أي مقدمات تذكر الصوت الذي سمعه مراراً عند كيبوم- – اراد هنري أن يصغي إلى الصوت ، أن يذكر النبرة واللكنة التي لطالما سمع حديث كيبوم معها- صوت مين؟ 0.0
    اه نستنا البارت الجاي نبغى نعرف اش راح يصير (:
    فايتينغ اوني وكوماوا :””

  5. جيت .. اخ الفرق بين ردي الأول هذا ..♥:”

    شكلي لما توصفين كيف كريس يشيل الصنانير والألم اللي يحس فيه .. يضحك ” آوتش ” هاذي اللي اقولها
    وأنا أقرأ البارت .. المسمار اللي أخترق يد هنري بمجرد التخيل مؤلم .. الواضح بأن الرجال كان ناوي يهدد
    هنري فقط ويعطيه الرسالة .. فكتوريا وراها سر عميق غير انها بنت لي هيوري .. أقصد من اللي بيزيف موتها ؟
    من الممكن
    1- أنه أمها زيفت موتها وآعطتها للسيد تشوي لأنه أكثر آمان .. لأن علاقتها بالسيد لي تشوي جيده ..
    آو
    2- أن فكتوريا زيفت موتها العصابة .. وصارت جزء منهم .. وتجسس معهم زي يونهو عند لي تشوي ..
    وأظن أنها هي الحب الأول لكريس. . .أستغربت أن هنري ما تعرف عليها ؟

    بالنسبة للقاتل اللي ضد هنري .. ولكنته المشابهه لكيبوم .. تخيلت أنه لٌوهان .. ؟ آخخ مدري ليش ..

    آمم لونا كويس أنها أختصرت لنا كل الآحداث واعطتنا ملخص فيهم

    آف ليتني ما قرأتها ؟ وش بيصبرني انا الحين – تتحلطم – .. من جد من جد خلاص لو بوصف لك خقتي
    ما انتهيت .. غموض هالرواية ما يستهبل لول آقصد مو سهل يوجع المخ .. ولهذا يعني أقولك أنتي ما شاء الله
    عليك جد مبدعة .. أتعب وانا اقول مبدعة آخ كويس أني قرأتها بالخطأ :$

    ويتنق للفصصل الجاي

  6. هاي بيبه : ) اخيرا نزل البارت ي معفنه ما بغيتي -تمسح دموعها-
    استنفذت طاقتي وانا انتظرك وكذا م عاد تدخلين وخوفتينا عليكك -فقشتي قلوبنا –
    شسمه البارت جميل جميل جميل جميييييييييل ك العاده يا رباه انا دايما اكتب كلام كثر بس لما اقراء بارت من روايتك تضيع حروفي وكلماتي الشسمها ذي
    وكذا مره بيرفكت وهنري وكريس حزنت عليهم. مره يقلبيه حسيت بالم بمفاصلي
    وشسمه ذا كالعاده بيرفكت مره وابداع انتي وخشتس
    ……
    ملاحظه بيبه : لاتطولين عشان م نخاف عليك وكذا وسلكي لكلجاتي

أضف تعليق