رواية #قضية ملجأ الأيتام – الفصل الخامس

tumblr_mwr00eg2km1qdaw29o1_500

 

حفل العائلة الشهري – قصر الرئيس تشوي – الخميس الأول من أكتوبر .

اعتذر هنري عن مواصلة البحث والتدقيق مع توب والآخرين بحجة كون حفل العائلة على وشك البدء ، ترجل من سيارته البورش السوداء – بعد أن ركنها جانباً – متوجهاً إلى القصر بعد أن خاض صراعاً مع عقله بخصوص مجموعة الرسائل تلك في مكتب البريد ، فوراً استقبله أمام البوابة أحد الحراس الشخصيين :” الرئيس تشوي قد قلق عليك كثيراً ، فقد اختفيت صباحاً في وقت مبكر ، انه ينتظرك منذ فترة “.

رد هنري ببرود : “قليلاً فقط ، سأستحم وأذهب إليه ، ليس عليه القلق بشأني “.

اتجه بسرعة إلى غرفته بعد أن صعد السلالم بدلاً من المصعد كما هي عادته عندما يريد الاستحمام ، نزع ملابسه قطعة قطعة وتلحف بمنشفة تستر النصف السفلي من جسده ، ودلف الى الحمام تاركاً الماء ينساب على جسده اراحة لعضلاته ومهدئاً لرأسه .

انهى استحمامه ، ارتدى ملابسه وتهندم بشكل أنيق ولبق ، مستعداً لقدوم العائلة على الرغم من عدم انسجامه التام مع أبناء عمه كونه –كما يعتقدون- كان مسافراً منذ أن كان صغيراً ولم تكن هناك لقاءات كثيرة معه .

رافقه خارج غرفته “يونهو” أحد الحراس الشخصيين في قصر الحاكم ، ضغط بحركة سريعة على أزرار المصعد للنزول إلى الطابق السفلي ، كان يونهو شخصاً عادياً لا يميزه شيء معين سوى هدوءه الشديد وعدم ثرثرته الكثيرة ، ذو بشرة حنطية مائلة للبياض وذقن غير حاد ، تظهر عروق كفه رغم أن جسمه ليس بضخم كما هو حال يديه .

قال بسرعة : “سيد هنري ، تفضل معي هناك ستجد أبناء عمك ترافقهم أختك ، سيتأخر السيد تشوي وسو را قليلاً ، وهما يأملان أن تندمج مع أفراد العائلة بشكل أقوى ، كما أن الرئيس يأمل أن لا تغادر مبكراً كعادتك “.

توجه هنري الى الحضور وألقى التحية بينما هو لايعرف الذين يحييهم أصلاً انما بتوجيهات “يونهو” محاكياً لحديثهم وداخلاً في مواضيع تليق بشكل كل من يراه ، فتلك تكسوها العلامات التجارية العالمية فتحدث معها على أساس الششركات العالمية كذلك ، وذاك سمعه خلسة يتحدث عن الأسهم في الشركات والمستثمرين فتحدث معه عن ذلك أيضاً ، كان ذلك روتينه الذي اعتاده مع الكثير من الانحناءات الرسمية هنا وهناك وغيرها من التحيات التي يفرضها (الإتكيت) ، فقد صار هنري الان ملماً بهذا الروتين .

كانت لونا وابن عمها اونيو يمشيان بين الحضور ويلقوا التحية الى أن اتجها نحو النافذة الكبيرة اللتي تسللت منها أشعة الشمس ، قالت لونا : ” اونيو ، هلّا اخبرتني برسالة أبي؟ ” .

أجاب اونيو : “إنه يرغب في معرفة إن كنتِ ستكونين هنا في الرابعة عصراً أم لا؟”.

ردت لونا : “كلا ، سوف يكون بالأمر الثقيل جداً إن تناولت الغداء هنا ، على الأرجح أنني سأخرج مع بعض الأصدقاء ، فما الداعي لهذا الاستدعاء الرسمي ؟ وفي وقت حديث أصحاب الأسهم والشركات ! ، لا أعتقد ان الأمر بهذه الأهمية فهو روتين أعتدناه “.

قال اونيو : “اتركي الكذب عنك يا فتاة ، أعلم أنك لا تملكين أي أصدقاء وأعلم أنك تكرهين فتيات الطبقة العالية ، وجامعتك تضج بهن ، دعي الكذب يا فتاة “.

تململت لونا : “تباً ، حسناً فليكن فعلى كل حال سأخرج مع فيكتوريا ، فليس لي أحد غيرها بكل الأحوال ، إنها تروقني في الحقيقة كما أنني بحاجة للتقرب منها فلم يمض أن أصبحت حارستي الشخصية الا أشهر قليلة “.

حل الصمت لبعض الوقت إلى أن نطق أونيو :”لونا___ ألن . . . .”

قالت لونا بسرعة قاطعة حديثه : “كلا ، كلا يا أونيو لن أخوض في هذا صباحاً وقبل تناول الغداء ، حاول على أن تنظر أنني مجرد شخص حنون في مقتبل العمر ويهتم بمصلحتك بإخلاص ليس إلا !”.

قال اونيو : “ولكنني أحبك لونا “.

تحدثت لونا : “أعلم هذا يا اونيو أعلم هذا ، وأنا أحب أن أكون محبوبة ، ألا تجد في هذا شرًّا تخشاه ؟ إنني أحب أن يكون كل رجل في هذا العالم واقعاً في هواي ، كما هو حال الجامعة كما ترى “.

قال أنيو واجماً :”إلا أنني آمل ألا يكون ريووك واحداً من هؤلاء ” تابع أونيو مغيراً مسار الحديث بعد أن ألقى النظر إلى ساعته ” أعتقد أنني سأحذو حذوك لونا ، هلا خرجنا ساعة الغداء لتناوله معاً خارجاً ؟”

تأسفت لونا منه : “أنا آسفه أونيو ، ولكن أبي قد أصر أن أتناول الغداء هنا ربما سأبقى حتى الرابعة لأرى ماذا سيحدث ، دعنا نخرج في فرصة أخرى “.

قال اونيو بحزن : “لا بأس ، لايهم ذلك حددي الموعد المناسب ، بإمكاني الغاء كل مواعيدي من أجلك “.

قالت لونا وهي تبتسم :”سيكون هذا لطيفاً “.

تعالى صوت خطوات ريووك القادم بخطى سريعة إليهم فعلق على حديثهم الأخير الذي استرق سمعه : “عزيزتي لونا إنك عزيزة على قلبي حقاً ، أنت معجبة بي أليس كذلك .. أكثر من غيري! ” وأشار إلى أونيو الذي قام بتلبية نداء أحد المستثمرين من أبناء عائلته الذي رغب في الحديث معه خارجاً .

ردت لونا بابتسامة : ” أنا بالفعل معجبة بك ياريووك ولو كان علي أن أتزوج أحداً –إن اضطررت إلى ذلك- ولم يكن لي خيار سوى الزواج أو الموت تعذيباً ، فلن أتردد في إختيارك في الحال ! ، سأطلبك بالاسم “.

ريووك : “حسناً إذن . . . ؟”

أشاحت لونا نظرها قائلة : ” إلا أنني لست مضطرة للزواج ، فكم أحب أن أبقى عزباء صغيرة محطمة للقلوب “.

قال ريووك : “بوسعك أن تبقي هكذا وأن تفعلي مايحلو لك ، فلن ترينني بالكاد إلا هنا كل شهر “.

ابتسمت لونا وقالت : “لم تفهم قصدي ريووك ، فلو كان لي أن أتزوج لأقدمت على هذا من كل قلبي “.

أطلق ريووك زمجرة قوية وتمتم في حزن : ” يبدو أنني سأقدم يوماً ما على الانتحار”.

قالت لونا بغرور : “كلا ، لن تفعلها ياعزيزي ريووك . فلسوف تقع في هوى فتاة جميلة تصطحبها على العشاء مثلما فعلت منذ ليلتين “.

ارتبك ريووك للحظة وقال: ” لو كنتِ تقصدين تايون _ سأقول لكِ كل شيء ، إنها فتاة في غاية اللطف والصراحة . لا ضير من هذا “.

قالت لونا :” بالطبع ياعزيزي ريووك ، لاضير بالفعل من هذا . فكم أحب أن تستمتع بوقتك . ولكن تتظاهر أنك ستموت بقلب كسير هذا هو ما لا أريده “.

استعاد ريووك كرامته ، ورد عليها بحدة :” إنك لا تفهمين شيئاً على الإطلاق . فالرجال ___”

أكملت لونا جملته بسرعة : ” يحبون تعدد العلاقات ! هذا أمر أعلمه . فأحياناً ما ينتابني شك عنيف في كوني انا نفسي على هذه الشاكلة . لو كنت تحبني حقا يا ريووك فأسرع الآن باصطحابي إلى قاعة الغداء”.

دست لونا يدها في ذراعه ، ودلفا معاً إلى قاعة الطعام ، على المناضد الطويلة الجانبية عدد من الأطباق الفضية الثقيلة ، تحتفظ بسخونة ما تحويه من طعام بفضل بعض الاجراءات المبتكرة في نظام بديع .

*****

خرج هنري مسرعاً عبر الممرات الملتفة حول بعضها وانسل بخفة خارج القصر عبر البوابة الخلفية الخاصة بالخدم ، بعد أن رشاهم ببضعة أوراق نقدية ليتستروا على خروجه مبكراً ، اخفى جسده بسرعة في صندوق إحدى السيارات المتجهة الى السوق لشراء الاحتياجات المستلزمة ” أظن انني أشعر الآن بمعاناة امبر بالأمس على الرغم من أن الشتاء في بدايته إلا أن أطرافي تتراقص برداً ، أرجوكم أخرجوا بسرعة “.

وما إن توقفت السيارة أمام بوابة القصر الخارجية حتى نزل السائق ليفتح البوابة للسيارة فاستغل هنري الفرصة وقفز نحو الاشجار بخفة وبدأ بالزحف إلى أن وصل الى نهاية السور ووجد سيارته التي ركنها خارجاً بالأمس.

تحدث هنري بهاتفه فور أن دلف إلى سيارته : “اهلاً يارجل .. كيف أحوالك ؟ . . لقد مرّ وقت طويل بالفعل .. أحتاج موعداً معك لأمر ضروري متى ستتفرغ ؟ . . أنت قادم إلى سيئول ! . . يالهذه المصادفة . . حسناً أراك اليوم ؟ . . جيد جيد . . . نعم ! . . بخير جميعهم . . . . أراك لاحقاً !”.

أغلق هنري سماعة هاتفه المعلقة باذنه وقاد السيارة متجهاً إلى الطريق العام خارج الحي.

*****

كان جسد كي متمدداً على أريكة جلدية عميقة ، تاركاً أفكاره السوداوية تمارس مسرحيتها بعدوانية في مخيلته ، إلى أن قطع ذلك تلك الأضواء التي أشعلتها أمبر إثر دخولها المنزل ، قالت بصوت معاتب :”لم تأكل أي شيء !! أتقوم بحمية أم ترغب بالموت؟ على كل حال لقد سئمت الحديث معك ، لا تستمع لي مهما تحدثت ..”

تجاهل كي حديثها وقال : “أمبر . . أهناك كتاب كانت جاكي تحب قراءته ؟ أي كتاب ! “.

تسائلت امبر :” ما سر هذا السؤال المفاجئ؟ نعم كان لديها كتاب واحد متمسكة به بشدة . . انتظر . . انه هناك في الدرج ! . . . . اللعنة ، إنه مغلق “.

صرخ كي بها : “إخلعيه ! “

ردت امبر بوجوم: ” أخلعه؟ “

قام كي وتوجه الى الرف بينما تنحت امبر لتشاهد تحركات غريب الأطوار هذا الذي يعجز عقلها عن فهمه .

سألها : “هذا هو ؟ كتاب الأطفال هذا ؟ ” أشارت امبر برأسها موافقة وسألت ” ماذا عساك ستفعل به؟ “

أجاب كي :“لاشيء فقط أمور أخرى “.

عبست أمبر بوجهها متذمرة من رموز كي الغريبة وخرجت متوجهة إلى غرفتها كي تستحم ، بينما كي شارد الذهن يحدث نفسه : ” أفعلها الآن؟ إنها تستحم ستكون فرصة مفاجئة لها . . أعتقد أنه مبالغ فيه فلم يكن هناك بداية حتى ! ، دع عنك هذا التفكير وافتح التلفاز وانت صامت ” .

*****

“قد أحصل على بعض المتعة هناك ” هكذا كان يفكر وهو ينظر بشيء من الاهتمام عبر نافذة سيارة الأجرة ، لقد مرت عشرة أعوام بالتمام منذ أن كان في سيئول لآخر مرة ، توجه فوراً إلى الفندق وحجز الغرفة ، ثم ذهب ليتريض قليلاً على ضفاف النهر المقابل للفندق . كم أسعده أن يعود إلى سيئول من جديد ، لقد تغير كل شيء بالطبع . فقد كان هناك مطعم صغير –بعد حديقة الاراجيح الصغيرة- حيث اعتاد أن يتناول عشاءه بصحبة كثير من أصدقاءه . كان وقتها في الخامسة عشر من عمره يرتدي ربطة عنق حمراء فاقعة . كان شابّاً صغيراً .. صغيراً جداً .

عاد أدراجه إلى الفندق بعد أن انهى جولته وبينما كان يهم بعبور الطريق ، اعترض طريقه رجل مما كاد يفقده توازنه . وسرعان ما استعاد كلاهما توازنه فتمتم الرجل معتذراً وعيناه تمسحان وجهه عن قرب . كان قصيراً على عكس صاحبنا ، مظهره يدل على أنه أحد المنتمين إلى الطبقة العاملة إلا أن به مسحة تبوح بأن جزءاً منه أجنبي.

دلف إلى الفندق وهو يتساءل عن سبب تلك النظرة المدققة ، ربما لم يكن بها شيء إلا أن آثار الشمس التي لفحت وجهه كانت غير معتادة بين أغلب الكوريين ، وهو الأمر الذي لفت انتباه صاحبنا فيما يبدو .

صعد إلى غرفته وتوجه للمرآة وبدافع خفي أخذ يتأمل قسمات وجهه . قليلون من بين أصدقاءه المقربين من يمكنه التعرف عليه الآن ، حينما فارق سيئول كان في الخامسة عشر ، صبياً عادياً ، محباً لكرة السلة ولاعباً محترفاً في فريق مدرسته الاعدادية ، يرتسم على محياه تعبير ملائكي خادع ، ولن تكون هناك فرصة للتعرف على هذا الصبي الذي تحول الآن إلى رجل نحيل طويل صاحب عينان صغيرتان وذو وجه حاد يرتسم على تعبيراته الفضول والسخرية .

رن جرس الهاتف الذي يقع بجوار الفراش ، فرفع سماعته .

“مرحباً ؟”

فجاءه صوت موظف الاستقبال :” السيد كريس؟”

أجاب : “معك يتحدث”

“لقد طلب أحدهم لقاءك ، يدعى السيد هنري ، لكنه رفض الكشف عن وجهه رغم تهديدنا له ، ويقول أن لديه موعد مسبق معك ومع ذلك لا يريد كشف وجهه”

بوغت كريس بضحكة لكنه تمالك نفسه وكتمها احتراماً لموظف الاستقبال :”لا بأس أدخله ، تنكره له أسبابه وهو معذور بها ، إنه صديق قديم “.

اعاد كريس السماعة وانتظر ، ظل لدقيقة أو دقيقتين يحدق في دفتر التقويم السنوي الذي صور بجانبه شاب ذو شعر مجعد أشقر ، ظاهراً بحركات مختلفة ” ليست سوى عدة اعوام وها أنت ذا تلاحقني حتى وأنا في غرفة الفندق ! تباً لك من هنري ” ، تبع حديثه صوت ضحك هنري من خلف الباب الذي قد تركه كريس بلا قفل مما مكن هنري من فتحه واختلاس السمع دون علم كريس :” ما زلت لم تتغير ، تفكر بصوت عالٍ كالحمقى” .

قال كريس: “ألن تحيي صديقك الكبير ؟ هيا تحية رسمية ! “

“أتريد قُبلاً أم أحضان ؟” كان ذلك صوت كي الذي تسلل خلف هنري مباشرة .

تحدث كريس” هيا انحنيا أنتما الاثنان بسرعة أمامي “.

ضم هنري وكي كعبيّ قدميهما معاً بدقة مسموعة ، ثم انحنيا بجسديهما ، فحاكى كريس انحناءتهما بإماءة من رأسه ، ثم أشار إليهما بالجلوس .

“أترغبان بكوب شاي –قهوة ؟ أم نخرج من الفندق بأكمله ؟ أعلم أن غرفتي لن تشعركم بالراحة مطلقاً “

قال هنري بملل : ” دعك يافتى من ذلك (الاتيكيت) لقد ضاق بي ذرعاً عمل ذلك كل يوم ! لقد أحضر كي بعض القهوة السوداء ، نفس النوع القديم الذي كنّا نتشاركه “.

*****

قرأت امبر رسالة هنري : “لقد أحضرت البروفيسور . . أنه صديق قديم . . لقد وصل للتوّ وهو يعمل على فك الشيفرة التي وجدتها في غرفتي ، تذكرين تلك الشيفرة الغريبة ، سيأتي سائقي ويصحبك ، كوني متيقظة “.

وصلت الى الفندق المقصود واتجهت الى الغرفة التي أخبرها السائق برقمها كان هنري قد خرج ليشتري بعض الماء ووجد امبر قد وصلت في المصعد الى الطابق المعني ، كانت نبرة حديث هنري معها أقرب إلى نبرة مخرج استعراضي يتحدث عن عرض لحيوانٍِ أليف ، وفوراً أدخلها الغرفة بهدوء شديد.

شاهدت امبر رجلاً طويلاً بني الشعر ومما سمعت عنه انه في الرابعة والعشرين من عمره تقريباً ذا فكِِ حاد وعينان صغيرتان ، وتسريحة شعر محلوق الجانبين ، أعطته بذلك حساً قوياً بالصلابة والجدية ، كان جالساً إلى طاولة تتناثر امامه الأوراق بينما هو مشغول بالكتابة على قطع ورقي كبير .. بجانبه كي الذي يشاهده وهو يتمتم لنفسه بشيء ما في غضب وهو يراقب كريس أثناء عمله، ويمسح أنفه بحركة عصبية بين الفينة والأخرى ، حتى ضاهى احمرار أنفه احمرار خصلة شعره الحمراء .

إلا أن كريس رفع رأسه عن الأوراق ونظر نحوهم .

“أهذا أنت هنري ؟ ما الذي تريده من هذه الرسائل التافهة بوسع أي طفل أن يفك شفرتها .. أي طفل يبلغ العامين ، هل تسمي هذه شفرة ؟ إنها واضحة يا رجل “.

قال هنري بتلطف :”كم يسعدني هذا ياكريس إلا أننا لا نتسم بنفس قدر براعتك كما تعلم “.

قال كريس بعد أن هدأ : “الأمر لا يحتاج إلى براعة بل هو عمل روتيني ، لقد انتهيت من الرسالة المعنونة بالقضية المنتحلة التي ذكرت لي انها مهمة وبالنسبة للخطاب الثاني فقد أنهيته كذلك ” وتألقت عيناه بعض الشيء .

قال كي في تسليم : “أنا آسف كريس لا عليك أعلم أنك تتعصب تجاه عملك في الشفرات إلا أننا كنا متعجلين في هذه الرسائل بالذات ، أتمنى أن تتناول الغداء معنا ! ولو أن الوقت قد تأخر بالنسبة لغداء لكن لا بأس ” .

قال كريس: “أنا لا أتناول وجبة الغداء ، فهي عادة سيئة ، فيكفي أي عاقل صحيح البدن أن يتناول تفاحة وقطعة بسكويت أثناء عمله في وسط النهار ، أعتذر فأنا منشغل قليلاً ، سأرحل أولاً ، أراكم لاحقاً”.

نهض وتناول معطفه القابع على ظهر أحد المقاعد بينما أمبر محدقة به في ذهول ، فلم تنطق أية كلمة منذ رأته ، وماهي إلا دقائق وإذ بهنري قد عاد إلى كي وامبر وهو يحمل بيده الورقة التي اعطاه كريس إياها .

قال وهو يشير إلى الذي رحل من فوره : ” هو دائماً هكذا ، يفقد أعصابه عند فك الشفرات ، على الرغم من حبه الكبير لها ، وهاهي الرسالة الأولى التي وجدتها في غرفتي وبالنسبة للأخرى التي كانت من أجل كي فقد طلب أن يكتبها في وقت لاحق بسبب انشغاله “.

مدت امبر يدها تريد الورقة بينما وقف كي الى جانبها يقرؤها ، لقد كان يذكر أن مضمون الرسالة كان طويلاً ، مزيج من التهديد والوعيد وقليل من التحذير الحاد المجهول سببه إلا أن عبقرية كريس قد حولتها إلى رسالة عبقرية صرفة .

 

“تم كشف نواياهم بأعجوبة ، إلا أن “ب” نجح في خداعنا ونقل النسخ ، بينما الضحية أخذت الأصل فأدى لقتلها ، وبعد اكتشاف غدر الزوج سأقتل ، إنها ليست لديهم لقد بحثت عنها ، أخفتها كبيرة بالسن في خزنة البرج، و الخفي سيظهر في المجهول : ستابلاند. عشر للأمام ، ثلاث لليسار ، ثمان لليمين “.

-نهاية الفصل الخامس- 

أنتظر تعليقاتكم على أحر من الجمر !

#سام .

للتواصل :
twitter : @Dropsxm
ask : semof
kik : Dropsxm

4 تعليقات على “رواية #قضية ملجأ الأيتام – الفصل الخامس

  1. احكي ولاابكي ولااشكي؟ البارت جذا جدا جدا بيرفكت بيرفكت الكلمة الوحيده الي قادر اوصفبها جمال هالبارت “) شكرا جزيلا

  2. مانيب اول رد للاسف
    الزبده مرهمرهمره جميل البارت مع ان ما فيها احداث واجد بس جميل مبدعه كعادتك
    دايما تعجبني الروايات اللي نفس كذا بس للاسف ما فيه كثير يعرفون يكتبون بنفس ذا الاسلوب
    اوني فايتنق

  3. رهيب البارت

    عجبني الوصف لكريس جدا دقيق

    انتظر البارت الجاي بشغف ♡

  4. وآآو جست وآو > بثره بكل شابتر طالعة ..!
    لونآ .. لعوبة .. توقعتها تكون بنت رقيقه وساذجة .. بالنسبة للرسالة

    “تم كشف نواياهم بأعجوبة ، إلا أن “ب” نجح في خداعنا ونقل النسخ ، بينما الضحية أخذت الأصل فأدى لقتلها ، وبعد اكتشاف غدر الزوج سأقتل ، إنها ليست لديهم لقد بحثت عنها ، أخفتها كبيرة بالسن في خزنة البرج، و الخفي سيظهر في المجهول : ستابلاند. عشر للأمام ، ثلاث لليسار ، ثمان لليمين “.

    هذا العجوز البحار ؟ يمكن أتوقع
    ب : ووبين .. أخذ نسخة من هالوثيقة المهمة واللي ما ادري ايش هي ..
    الضحية : جاكي . .أخذت النسخة الاصلية اللي اتوقعها مع كي لا لا مو هي اللي مع كي يمكن توضح شيء مهم ..
    اكتشاف غدر الزوج سأقتل .. دليل على انه مات .. وبما انها مو عنده فهي عند ” كبيرة بالسن ” لي هيوري !

    بقية الرسالة اتووقع لتحديد الموقع .. رواية رائعة و أكثر من رائعة تستحق دعم أكبر قسم !
    آه محزنة لأني بوقف قراءه لهذا الحد مع اني متحمسة .. بس علشان ما ابي انتظر ايام وكيذا ” (
    بقرا بكرا شابترين .. آلله يعينك علي انواع البثارة XD
    وأطلبي دعم أكبر لو سمحتي اذا المشاهدات عالية .. معليش مره هالتحفة الفنية تستاهل دعمم

أضف تعليق